نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن البيت الأبيض قلق من سياسيات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الإقليمية على الرغم من وقف إطلاق النار في سوريا.
ونقل الموقع عن المسؤولين تأكيدهم أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف نقاط عدة في سوريا بتاريخ 16 تموز الجاري فاجأ الرئيس ترامب والبيت الأبيض.
وأضاف المسؤولين أن “ترمب سبق أن شجع نتنياهو على الاحتفاظ بأجزاء من سوريا ولم يتخوف حينها من تدخل إسرائيل”، مشيرين إلى أن “السياسة الإسرائيلية الحالية ستؤدي لعدم الاستقرار في سوريا، وسيخسر الدروز وإسرائيل معاً”، وفق ما نقله “أكسيوس”.
وتابع المسؤولون الذين نقل عنهم الموقع الأمريكي “حذرنا من أن حظ نتنياهو وحسن نية ترمب قد ينفدان”.
كما نقل “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه قوله: “أرسلت دول مثل تركيا والمملكة العربية السعودية رسائل غاضبة إلى إدارة ترمب بشأن تصرفات إسرائيل، كما قدم عدد من المسؤولين الأمريكيين الرفيعي المستوى شكواهم مباشرة إلى ترامب ضد نتنياهو، ومن بين هؤلاء المسؤولين (المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس) باراك ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكلاهما من أصدقاء ترامب المقربين”.
وقال المسؤول الأمريكي: “فوجئ الرئيس والبيت الأبيض بالقصف في سوريا”، مضيفاً “نتنياهو يتعامل أحياناً كطفل لا يتصرف بشكل لائق، واصبعه خفيفة على الزناد”، وفق ما نقله “أكسيوس”.
وفي هذا الصدد، أشار كبير المراسلين الدبلوماسيين لصحيفة “يسرائيل هيوم” ومراسلها بالبيت الأبيض أرييل كاهانا، إلى أن “الرئيس السوري أحمد الشرع اتخذ سلسلة من الخطوات الإيجابية تجاه إسرائيل خلال الأشهر الثمانية التي حكم فيها، ولكن رد إسرائيل كان دبلوماسية خاطئة، واستخداماً مفرطاً للقوة، والآن إجباره على تهديدها بالحرب”.
وذكَّر كاهانا، أن “المصرية المقيمة في تركيا دارين خليفة -التي أجرت مقابلة مع الجولاني، عندما كان لا يزال قائدا لهيئة تحرير الشام المتمردة- قالت إن مسار حياته مختلف تماما عن محيطه لأنه يركز على تحرير سوريا، وهو منخرط في صراع شرس مع قادة تنظيم الدولة الإسلامية، حتى إنهم حاولوا اغتياله”.
وخلص كاهانا إلى أن “النهج الأفضل لدروز سوريا هو السماح لهم بالتفاوض مع الشرع، وأن إسرائيل لم تجن من إثارة الفتنة شيئا، بل إن سياستها العدوانية المفرطة دفعت الرئيس السوري إلى التلميح بالحرب مع إسرائيل لأول مرة، بعد أن دمرت أركانه بلا داعٍ، وقصفت قصره”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تقوض مصالحها الأمنية والدبلوماسية، لأن الشرع منذ توليه منصبه وحتى الليلة الماضية، ظل يمد يد السلام وظلت إسرائيل ترفضها، ولكن الأوان لم يفت بعد، وعلى تل أبيب إعادة تنظيم صفوفها وإعادة ضبط سياستها، ولتقل للشرع إنها لن تتسامح مع مذبحة للدروز، ولكن عليها أن تقول للدروز أيضا إن عليهم التعايش مع نظام دمشق، وإنها لا تستطيع ضمان سلامتهم”.
وعلى الرغم من هذه الاحتجاجات على سلوك نتنياهو الأخير في سوريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “إن منطقة جنوب سوريا ستبقى منزوعة السلاح”، وفق ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية.
وأضاف أن “إسرائيل لا تثق بالرئيس السوري”، معتبراً أن “الجماعات التي تستهدف الدروز اليوم ستستهدف إسرائيل غداً”.
وفي تصريحات أخرى أشار كاتس، إلى أنه اتفق مع نظيره الأميركي بيت هيغسث على خطوات لجعل الشرق الأوسط مكاناً أكثر أماناً لمصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه عقد اجتماعاً مثمراً في البنتاغون مع نظيره الأمريكي وبحث معه قضايا إقليمية واستراتيجية.
ودعا المبعوث الأمريكي إلى سورياتوماس باراك، اليوم الأحد جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية والتخلي عن الانتقام القبلي.
وقال باراك في منشور على منصة “X”: “إن سوريا تقف عند منعطف حاسم ويجب أن يسود السلام والحوار الآن”.
يشار إلى أنه في تاريخ 16 تموز الجاري استهدفت غارات جوية إسرائيلية مبنى هيئة الأركان في دمشق ومبنى وزارة الدفاع ونقطة قريبة من محيط القصر الرئاسي، إلى جانب استهداف نقاط عدة في السويداء ودرعا، بذريعة حماية الطائفة الدرزية في السويداء.