خاص|| أثر برس تجمهرت أعداد من أبناء مدينة حلب ظهر اليوم، في ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، بالتزامن مع تجمع مماثل شهدته مدينة تل رفعت بريف المحافظة الشمالي، في خطوة عبّر الأهالي خلالها عن رفضهم للتهديدات التي كان قد أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخراً حول عزم بلاده تنفيذ عمل عسكري شمالي سوريا، بهدف إتمام مشروع “المنطقة الآمنة”.
المظاهرات المناهضة للعملية العسكرية في حلب وريفها، جاءت بعد ساعات من قصف نفذته القوات التركية ليلة أمس، باتجاه مدينة تل رفعت وقرى “الوحشية، والصوغانية، وإبين” المجاورة، والتي تسببت في نتيجتها بإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين، إلى جانب تدمير برج تغطية خلوية في محيط تل رفعت.
وفي ظل هذه الاعتداءات، أكدت مصادر محلية لـ “أثر” أن الأجواء ضمن مناطق ريف حلب ما تزال ضمن الواقع المألوف منذ أكثر من عامين، لناحية أعمال القصف العشوائي وتحليق الطائرات المسيّرة، ودخول التعزيزات العسكرية إلى القواعد المتمركزة في منطقتي أعزاز والباب.
فيما لفت هذا القصف التركي أنظار المتابعين للمشهد الميداني في الشمال السوري عموماً وريف حلب على وجه الخصوص، نتيجة التهديدات التركية حول شن عملية عسكرية جديدة، شمالي البلاد دون تحديد المناطق التي ستشملها على وجه التحديد، وفي هذا الصدد استبعد عدد من المحللين الاستراتيجيين خلال حديثهم لـ “أثر”، قيام أنقرة بعمل عسكري في أرياف حلب، لأسباب عديدة يتقدمها عدم رغبة القوات التركية بالدخول في حرب مباشرة مع الجيش السوري، وخاصة إذا ما كان الحديث عن مدينة تل رفعت والقرى الواقعة في محيطها، والتي شهدت خلال الأيام الماضية استقدام الجيش السوري تعزيزات عسكرية كبيرة، ورفعه جاهزية قواته ضمن النقاط المنتشرة شمال غربي حلب، وفي بعض أجزاء الريف الشمالي الشرقي. وفق حديث المحللين الاستراتيجيين.
كما لفت المحللون إلى وجود القوات الروسية في أرياف حلب، حيث نفوا نقلاً عن مصادر ميدانية، ما تداولته معرّفات المسلحين مؤخراً حول انسحاب تلك القوات من قواعدها، وتحديداً المتمركزة في مطار “منغ” القريب من تل رفعت.
لكن في الوقت ذاته، الخبراء الاستراتيجيون لم يستبعدوا إمكانية وجود عمل عسكري تركي بنطاق محدود باتجاه بعض مناطق الشمال الشرقي، مشيرين في الوقت ذاته إلى انعدام تسجيل أي مؤشرات حقيقية تدل على وجود عمل عسكري فعلي في أرياف حلب.
يشار إلى أنه حتى الآن لم تُعلن تركيا عن انطلاق أي عمل عسكري، فيما تقتصر التطورات الميدانية على الحديث عن تعزيزات عسكرية تركية وروسية إلى مناطق شمال شرقي سوريا، إلى جانب تصريحات تركية تحاول أنقرة من خلالها شرعنة عمليتها العسكرية بالشمال وتبريرها.
حلب- زاهر طحان