تشهد المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمريكية و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” شرقي سوريا جملة من التوترات، ما تسبب بتوجه التحليلات العربية والغربية نحو البحث في هذه التوترات والإضاءة عليها.
من جملة التوترات التي تشهدها تلك المنطقة والتي باتت مؤخراً حديث التقارير الصحافية والتحليلية، هي الخلافات بين الأحزاب الكردية وانتشار قوات رديفة للجيش السوري في بعض النقاط، إلى جانب الرفض الداخلي لسيطرة “قسد” -حليفة واشنطن- على تلك المناطق.
وفي هذا الصدد، أشار تقرير نشرته صحيفة “رأي اليوم” إلى أن “واشنطن تسعى إلى ربط حلفائها وشبكهم مع بعضهم البعض ضمن حلقة يمكن التحكم بها والسيطرة عليها لتحقيق مصالحها وطالما كانت هذه سياسة واشنطن المعهودة كنموذج اتفاقات أبراهام، ما بين الدول العربية وإسرائيل” ولفتت الصحيفة إلى أن “معظم العشائر الموجودة في منطقة نفوذ قسد ترفض الهيمنة الكردية”، موضحة أن هذا الرفض العشائري طفا على السطح مؤخراً على الرغم من محاولة “قسد” ضم بعض من “زعماء العشائر” إلى مجلسها.
وأمام هذه التحديات، نشر “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط” تقريراً لفتت فيه إلى أن “واشنطن لا يمكن أن تتجاهل سياسات قوات سوريا الديمقراطية المثيرة للجدل والظروف الإنسانية الصعبة داخل مرافقها، ويتعين على الولايات المتحدة مساءلة هذه الجماعة عن معاملة الأفراد الخاضعين لسيطرتها”.
بدوره لفت تقرير نشره موقع “The cradle” الذي يُعنى بشؤون منطقة غرب آسيا، إلى التحدي الذي تواجهه واشنطن جراء وجود قوات رديفة للجيش السوري في منطقة شرقي سوريا، موضحاً أن الجيش السوري والقوات الرديفة له وبالتعاون مع المقاومة العراقية، تمكنوا عام 2017 في الوصول إلى البوكمال واستعادة السيطرة على معبر القائم- البوكمال الحدودي والقضاء على سيطرة تنظيم “داعش” في تلك المنطقة.
وأضاف التقرير أن “الأمريكيين والإسرائيليين نظروا إلى ما جرى على أنه ضربة استراتيجية لها تبعاتها، ووصفوا الأمر أنه فتح طريق طهران – بيروت، وبالتالي عملت واشنطن لاحقاً على المشاغبة هناك بالإغارة والضغط ودعم هجمات لخلايا داعش ومجموعات أخرى من أجل منع قوى المقاومة من التموضع والتثبيت”.
كما نوّه الموقع إلى التعاون العسكري الذي برز بين إيران وروسيا بعد حرب أوكرانيا، لافتاً إلى أن “الأمريكيين بعد اشتعال الحرب في أوكرانيا، لمسوا تعاوناً روسياً– إيرانياً متصاعداً ومتمدّداً في سوريا ما استدعى منهم تعزيز وجودهم العسكري وإعادة سلاح متطوّر إلى المنطقة كان قد سحب أواخر عام 2022، لينتهي بهم الأمر قبل أحداث السابع من أكتوبر بالتسليم بإعادة خط منع التصادم في الأجواء السورية مع روسيا”، وخلُص التقرير إلى أن “المشهد في سوريا، يميل بشكل واضح لمصلحة قوى المقاومة وشركائها، فهو حتماً لا يلعب لمصلحة كل من واشنطن وتل أبيب، والمؤشّرات على ذلك كثيرة”.
وتوجد القوات الأمريكية في سوريا في قواعد عسكرية عدة شرقي سوريا من دون التنسيق مع دمشق، بالإضافة إلى القاعدة التي أنشأتها في منطقة التنف جنوب شرقي سوريا وبتعداد جنود يصل إلى 900 جندي أمريكي، وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وتعتمد واشنطن بوجودها العسكري في سوريا بشكل أساسي الفصائل والمجموعات التي تدعمها والتي تتمثل بشكل رئيسي بـ”قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا، وبفصيل “جيش سوريا الحرة” في التنف.