عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها العميق إزاء الارتفاع الأخير في أعمال العنف في المناطق الساحلية في سوريا.
حيث قال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بيجبيدر: “أودت أعمال العنف بحياة ما لا يقل عن 13 طفلاً، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر 6 أشهر.
وأضاف: “كما أفادت التقارير أيضاً بتسبب التصعيد في سقوط ضحايا وإصابات إضافية بين المدنيين، ونزوح الآلاف من الأسر، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية”.
وحثت اليونيسف “جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية على الفور والامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، متابعة: “من الضروري اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، وصون البنية التحتية المدنية الحيوية، مثل المستشفيات.. إن العنف المستمر يسلّط الضوء على الحاجة الملحة للالتزام بهذه القوانين وضمان وصول العاملين في المجال الإنساني بسرعة وأمان ودون عوائق لتقديم الخدمات المنقذة للحياة للمتضررين من القتال”.
وشهدت منطقة الساحل السوري خلال الأيام الماضية توترات كبيرة أسفرت عن وقوع مئات الضحايا وربما العدد أكبر من ذلك بكثير، إثر عملية عسكرية بدأتها قوات الأمن السورية على خلفية كمين نفذه موالون للنظام السابق أودى بحياة عدد من عناصر الأمن العام.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، أعرب عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن عمليات قتل جماعية، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، وأكد أن الأمم المتحدة تتابع الوضع عن كثب، داعياً إلى العدالة الانتقالية والمساءلة عن الجرائم المرتكبة، كما شدد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، على أهمية الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.
وفي وقت سابق، قال مدير المرصد السوري: “كل ساعة نكتشف مجزرة جديدة في الساحل السوري.. القتلى سقطوا نتيجة إطلاق نار مباشر من قبل المقاتلين الذين تم جلبهم إلى المنطقة.. هناك مجموعات من مقاتلين أجانب يحملون جنسيات شيشانية وأوزباكستية”، مضيفاً حينها: “كنا نأمل أن تقوم وسائل الإعلام، التي صورت مشاهد لإعادة المسروقات إلى أهلها في قرى العلوية، بتسليط الضوء أيضاً على عشرات الآلاف من المنازل التي تم نهبها وحرق بعضها على يد مقاتلين ليسوا من سكان الساحل السوري، إلى جانب فصيل العمشات الذي كان له الدور الأكبر في ارتكاب المجازر وعمليات النهب في مدينة جبلة وريفها”.
وتفاقمت الأوضاع المعيشية في الساحل وجباله مع استمرار انقطاع المواد الغذائية والاحتياجات اليومية للعائلات منذ أيام.
يذكر أن السلطات السورية أعلنت يوم أمس انتهاء العمليات العسكرية، إلا أن التقارير تشير إلى استمرار الانتهاكات ببعض قرى الساحل حتى اللحظة، الأمر الذي تسبب بنزوح آلاف العائلات، وتدمير البنية التحتية، فضلاً عن سقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال.