رد زعيم الحزب التركي المعارض “حزب الشعب الجمهوري” أوزغور أوزيل، على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي حمّل فيها المعارضة التركية مسؤولية ما حدث في ولاية قيصري، بقوله: “أردوغان نفسه يقول إنه المسؤول عن كل شيء، وهو موجود في السلطة، وبالتالي هو المسؤول عما يحدث”.
وأضاف أوزيل أن “بعض خطابات زعماء المعارضة قد تكون قاسية، لكنك أنت الموجود في السلطة، وقد أورثك مؤسّس الجمهورية ثلاث وصايا: أن لا تتدخّل في الشؤون الداخلية لجارك، وأن تحترم وحدة أراضي جارك، وأن لا يكون مخاطبك عند جارك عناصر خارج الدولة”، وفق ما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وتابع أوزيل، مخاطباً أردوغان: “إنك اعتبرت الجيش السوري الحرّ أنه أشبه بالقوى الوطنية التي خاضت حرب التحرير الشعبية بين عامَي 1919 و1922، وجلبت المسلّحين لتدرّبهم وتسلّحهم وتموّلهم وترسلهم إلى القتال، ألا يُعدّ هذا تدخُّلاً في الشؤون الداخلية للجار؟ وقلتَ إنك ستدخل سوريا وتكون بعد ثلاث ساعات في دمشق وتصلّي في الجامع الأموي، أليس هذا انتهاكاً لوحدة أراضي الجار وحقوق سيادته؟”، مضيفاً: “لو لم تكن تحرّض على الحرب الداخلية في سوريا، هل كان ليكون عندنا هذا العدد من اللاجئين؟ وبدلاً من لقاء الرئيس الأسد والتباحث معه، صببت الزيت على النار وتجاهلت بالكامل وجود السلطة في سوريا”.
وختم أوزيل، حديثه بقوله: “ليس هناك سوى طريق واحد، وهو أن تجلس مع الرئيس الأسد لتحقّقا السلام، هكذا بكل بساطة، وبذلك تُحلّ مشكلة اللاجئين”.
ويأتي تصريح أوزيل، بعدما حمَّل أردوغان، المعارضة التركية، المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها ولاية قيصري، وقال في اجتماع تشاوري لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في كيزيلجا عمام بضواحي أنقرة يوم الاثنين 1 تموز الجاري: “إنه لا يمكن تحقيق أي هدف بتأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع”.
وشهدت ولاية قيصري وسط تركيا يوم الأحد 30 حزيران الفائت، توتراً لافتاً إثر اعتداء أتراك على متاجر وممتلكات لسوريين في قيصري وسط تركيا، بعد انتشار أنباء أفادت بتحرش شاب سوري بـ”قاصر”، وامتد التصعيد إلى الشمال السوري، حيث مناطق سيطرة أنقرة، إذ خرج مدنيون بمظاهرات احتجاجاً على اعتداءات التي تعرّض لها السوريين في قيصري.
وأكد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، على موقع “X” أمس الثلاثاء أنه “تم توقيف 474 شخصاً بعد الأعمال الاستفزازية” التي نُفِّذت ضد سوريين في تركيا.
يشار إلى أن “حزب الشعب الجمهوري” يعد المنافس الأبرز في تركيا للحزب الحاكم “العدالة والتنمية”.