ربما يكون الشيء الحسن الوحيد في مباراة المنتخب السوري أمام اليابان في التصفيات الآسيوية المزدوجة أنه وحده من يحدد مصيره من دون انتظار أي خدمة من أحد وفوزه يعني تأهله.
وحتى نكون أكثر شجاعة من كوبر الذي اعترف أنه وحده من يتحمل مسؤولية الخسارة أمام اليابان فإننا نعترف أن الفوز على اليابان التي تسبقنا بأكثر وربما بأكثر من خمسين عاماً كما قال المدرب فجر إبراهيم فيه من الصعوبة الشيء الكثير ولكنه ليس مستحيل إن تحلى كوبر ولاعبيه بالشجاعة في أرض الملعب طالما نتحدث عن الشجاعة وإن اختار تشكيلته المناسبة من دون ضغوط من أحد لأن التشكيلة التي دخل بها مباراة كوريا الشمالية لم تقنع أحد واتهمه الكثيرون بأنه رضخ لضغوط عند اختيارها.
ومع أن كل الخيارات للتأهل متاحة أمام منتخب سوريا (الفوز أو خسارة الكوريين أو تعادلهم مقابل تعادلنا أو خسارتنا بفارق هدف) إلا أن خيار الفوز هو الطريق الذي اختاره كوبر وتحدى به الجميع عندما قال: أتحمل مسؤولية الخسارة لوحدي وسأخرج وأعلن أنني صاحب إنجاز الفوز لوحدي عندما يتحقق.
ونحن نقول ليتحقق الفوز بأي طريقة وسننسبه لك وسنحملك على الأكتاف كما حدث عندما حملوك بعد الفوز على الهند (القوي جداً) لأن ما يهم الجمهور السوري الآن الفوز على اليابان أو التأهل بأي طريقة حتى لا نكون ثالث فريق عربي يخرج من الدور الثاني بعد اليمن ولبنان أو الرابع إن خرجت الكويت التي ما زالت تحتفظ بآمال التأهل.
الأخبار الواردة من اليابان أو المتداولة أنهم سيلعبون بالصف الثاني لا يعني أنهم (سلموا) المباراة لنا فرديفهم أفضل من المنتخب السوري بكل صراحة ولاعبو الصف الثاني لديهم يلعبون في أندية أوروبية تملك سمعة عالمية وإن لعبنا بالخوف الذي لعبنا فيه في جميع مبارياتنا في التصفيات لن نفلح فكُرة القدم للشجعان فقط وكم من فريق بإمكانيات محدودة نال مرداه بشجاعته.
تاريخ مباريات سوريا واليابان:
التقى المنتخب السوري والمنتخب الياباني منذ عام 1996 في 9 مباريات فاز اليابانيون في 8 مباريات وتعادلا في مباراة واحدة.
في كأس آسيا بالإمارات عام 1996 فازت اليابان 2-1 سجل المنتخب السوري أولاً عن طريق المرحوم نادر جوخدار وفي الدقائق الأخيرة سجل اليابانيون هدفيهم أحدهما عن طريق الخطأ من المدافع السوري حسان عباس.
في مباراة ودية عام 2005 فازت اليابان 3-0.
في مباراة ودية عام 2008 فازت اليابان 3-1، سجل هدف منتخب سوريا محمد زينو من ركلة جزاء.
في كأس الأمم الآسيوية في قطر عام 2011 فازت اليابان 2-1، سجل لمنتخب سوريا فراس الخطيب من ركلة جزاء.
في تصفيات آسيا عام 2015 المؤهلة لكأس العالم 2018 فازت اليابان 3-0 وأقيمت المباراة في عمان.
في تصفيات آسيا عام 2015 المؤهلة لكأس العالم 2018 فازت اليابان في سايتاما 5-0.
في كأس كيرين الودية عام 2017 تعادل المنتخبان 1-1، سجل لمنتخب سوريا مارديك مردكيان.
في تصفيات آسيا 2023 المؤهلة لكأس العالم 2026 فازت اليابان 5-0 وأقيمت المباراة في السعودية.
في المباريات الثمان سجل منتخب سوريا 4 أهداف فقط اثنان منها من ركلتي جزاء وتعرض مرمانا لـ 24 هدفاً في إحصائية تدل على التفوق الياباني.
فهل يتجاوز المنتخب السوري كل الفوارق وينهض من جديد أم سيخبو كالعادة وننتظر نهائيات كأس العالم عام 2030 لنعاود الكرة من جديد ونعيش نفس الأحلام وربما نفس الحسابات إن بقيت العقلية التي تدير المنتخب هي نفسها والأشخاص هم أنفسهم.
محسن عمران || أثر سبورت