شهدت محادثات أستانة 4 تجديداً كبيراً، حيث شاركت فيها دول جديدة كناية عن التواجد الأميركي الكبير، إضافة إلى المقترح الروسي بخصوص المناطق الآمنة الذي احتل الأوساط السياسية والإعلامية، فلكل محلل كان له رأيه الخاص بالرغم من موافقة الأطراف السورية عليه، فمنهم من وجده بداية “للفيدرالية” في سوريا، ومنهم من وجده خطوة جديّة في إطار ضبط عملية وقف إطلاق النار، مما دعا الصحف العربية انشر بعض هذه التحليلات.
فجاء في “الحياة” اللندنية تحليلاً وصف المقترح الروسي أنه “قمة السخرية” حيت قال :
“السخرية السوداء حول هذا المطلب، تخفي ما هو أدهى في اجتماعات آستانة التي انعقدت على وقع مسودة المقترحات الروسية التي طرحت قيام 4 مناطق سميت مناطق تخفيف التصعيد.
لا يشي الطرح الروسي إلا بأنه يرسم حدوداً لبعض مناطق النفوذ الراهنة في سوريا، تتولى مراكز مراقبة دولية الإشراف على خطوط التماس بينها، مع ما يعنيه ذلك من إمكان استئناف الاشتباك فيها.
فالتوزيع الذي طرحته روسيا للمناطق السورية ترك مناطق أخرى لمصيرها، مثل الشمال حيث يوجد الأتراك والأكراد والأميركيين كما في والرقة ودير الزور، هذا يعني أنها تسلم بالسيطرة عليها للفرقاء الخارجيين والمحليين الآخرين. أما ضم الجنوب إلى المناطق الآمنة فهدفه إبعاد إيران عن الحدود تطميناً لإسرائيل. فالآن بات التعاون الروسي الأميركي عنوانه إدارة تقاسم النفوذ في سوريا.
لكن موسكو كانت حريصة على إنقاذ صيغة أستانة التي كاد إخراج الأميركي لأنيابه في مطار الشعيرات يقضي عليها بصفتها إطاراً يتحكم به الدب الروسي”.
كما نشرت “رأي اليوم” في عددها تحليلاً يفيد بأن:
“مقترح المناطق الآمنة جاء بعد محادثات بين بوتين وأردوغان، إضافة إلى المكالمة التي أجراها بوتين مع ترامب تم فيها تحديد بنود المقترح. هذا المقترح يمكن أن يكون له خريطة فاعلة للحل السياسي ولكن هناك شكوك تحول دون إغراقنا في التفاؤل، وبما أن تعبير المناطق الآمنة يثير حساسيات لبعض الأطراف السورية وخاصة الحكومة في دمشق، جرت عملية التفاف لغوي على هذا التعبير، واستبداله بصيغة مناطق تخفيف التصعيد، ولكن المعنى واحد، والخلافات طفيفة، في نظر الكثيرين.
وأهم مايميز هذه الوثيقة أن الفصائل المعارضة والحكومة السورية ستحارب في جبهة واحدة ضد “داعش” وهذا الأمر يعتبر تحول كبير في الأزمة السورية.
حيث شهد هذا المقترح ترحيباً من قبل المعارضة السورية قبل طرحه في المؤتمر بشكل رسمي، لكن ما أن باركته وفد الحكومة السورية سارع رئيس وفد المعارضة محمد علوش للانسحاب من المؤتمر احتجاجاً على مشاركة إيران فيه”.