تناول القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية- قسد” الواقع الأمني للمناطق التي تسيطر عليها “قسد” شمالي شرق سوريا، مشيراً إلى أن تلك المناطق تتعرض لهجمات من أطراف متعددة.
وقال أمس الأربعاء، في كلمة مصورة بُثت خلال المؤتمر الرابع لـ”حزب سوريا المستقبل” المنعقد في الرقة: “إن مناطق شمال شرقي سوريا، تواجه تحديات عدة متزايدة وخطيرة منها تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي لا يزال يشكل خطر وتهديد على المنطقة، ويملك المقومات للاستمرار والظهور من جديد”.
وأشار إلى الاستهدافات التركية لمناطق شمالي شرق سوريا التي تسيطر عليها “قسد” قائلاً: “تركيا تستهدف البنى التحتية والمؤسسات الخدمية لمنع استقرار المنطقة، وإجبار السكان على الهجرة”.
وتتعرض “قسد” للهجمات التركية باستمرار جراء تأكيد أنقرة على نيتها القضاء على وجود “الوحدات الكردية” عند حدود بلادها المشتركة مع سوريا.
كما تتعرض لهجمات من قبل قوات العشائر العربية، إذ تؤكد هذه القوات أن هدفها من هذه الهجمات هو التخلص من سيطرة “قسد” على مناطقها.
وتسيطر “قسد” على مناطق شمالي شرق سوريا بدعم من قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن التي تؤكد على أن “الوحدات الكردية” التي تشكل القوام الرئيسي لـ”قسد” هي شريك محلي لا يمكن التخلي عنه في هذه المرحلة، وقال في هذا الصدد آخر سفير أمريكي لدى سوريا روبرت فورد، في لقاء أجراه في كانون الأول 2023 مع وكالة “الأناضول” التركية: “إدارة جو بايدن لن تتخلى عن تنظيم PYD/ PKK الذي تعده شريكاً محلياً”، مضيفاً أن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا وهي محتاجة إلى شريك محلي هناك، وتدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة.
وفي هذا السياق، يوضّح الدكتور في العلاقات الدولية عقيل سعيد محفوض في مقال نشره “أثر برس”: أن “الموقف بين واشنطن وقسد هو أقرب لتحالف طارئ ومؤقت، وهذا المحددات الرئيسة لمستقبل الإدارة الذاتية” مضيفاً أن ” كلما زاد ما تقدمه قسد لأمريكا، قل ما يمكن أن تقدمه لنفسها. وتأخر التحرك في طريق القامشلي- دمشق، وزادت الاعتداءات من قبل تركيا، والتي لا يمكن أن تحدث بمعزل عن التفاهمات العميقة بين أنقرة وواشنطن”.
يشار إلى أن “قسد” سبق أن أعربت عن تخوفها من “خيانة أمريكية” لهم، ففي كانون الأول 2022، قال مظلوم عبدي: “نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأمريكية الجديدة بوعودها وبالتزاماتها”.