أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن أبلغت أنقرة بموقفها من إجراء محادثات مع دمشق، موضحة أنها كانت واضحة مع حلفائها الإقليميين بهذا الشأن.
وأشار نائب المتحدث الرئيسي لوزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، في إحاطة صحفية أمس الثلاثاء أن موقف الولايات المتحدة واضح، مشيراً إلى أن بلاده لا تنوي في هذه المرحلة التقارب مع دمشق.
وأضاف باتيل، أنهم أبلغوا “شركائهم الإقليميين” ضرورة تنفيذ العملية السياسية المنصوص عليها في القرار الأممي (2254).
وجاء تصريحات باتيل، بعدما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة 28 حزيران الفائت، أنه مستعد للعمل لتطبيع العلاقات مع دمشق، وقال: “سنعمل معاً لتطوير العلاقات مع سوريا، تماماً كما فعلنا في الماضي، وسبق أن التقينا في الماضي مع الأسد، حتى على المستوى العائلي، ولا يوجد شيء يقول إنَّ ذلك لا يمكن أن يحدث غداً”.
وسبق حديث أردوغان، إعادة فتح معبر “أبو الزندين” الذي يربط مناطق سيطرة أنقرة بريف حلب الشمالي، مع مناطق سيطرة دمشق في مدينة حلب، إذ أكدت مصادر “أثر برس” حينها أن فتح المعبر تم باتفاق روسي- تركي وُقّع قبل أيام، وفق بنود عدة تضمنت السماح بافتتاح معبر تجاري بين ريف حلب الشرقي ومدينة حلب، مشيرة إلى أن تركيا ضمنت فتح المعبر والضغط على فصائلها لها لضمان عبور الشاحنات التجارية بين الطرفين من دون التعرض لها.
ورجّحت المصادر أن يتبع هذا الاتفاق سلسلة اتفاقات أخرى تشمل طريق الـ M4 الذي يربط بين حلب واللاذقيه، تنفيذاً لبنود الاتفاقات التي تم توقيعها سابقاً بين روسيا وتركيا، ولا تستبعد المصادر أن تكون “المرحلة النهائية لهذه الاتفاق فتح الطريق من تركيا حتى الأردن لعبور الشاحنات التجارية مروراً بالأراضي السورية”.
وشهد ملف التقارب السوري- التركي في حزيران الفائت تحركات عدة كان أبرزها إعلان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، عن وساطة عراقية بين الجانبين، ودعوات تركية لأردوغان بالتنسيق مع دمشق، إذ دعا زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهشالي، حليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى التعاون العسكري مع دمشق ضد عناصر “حزب العمال الكردستاني”.
وفي 18 حزيران نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية تركية أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، سيناقشان ملف التقارب بين دمشق وأنقرة بمدينة سوتشي في الأسبوع الأول من تموز الجاري.
وفي 26 حزيران التقى مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، الرئيس بشار الأسد، وكان ملف التقارب السوري- التركي على أجندة اللقاء وأكد الرئيس الأسد حينها أن “دمشق منفتحة على كافة المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى”.
وتأتي هذه التحركات بعدما خيّم الجمود على مسار التقارب السوري- التركي لأشهر عدة، ففي 3 آذار الفائت قال وزير الخارجية التركي حقان فيدان، في مؤتمر صحافي أجراه في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”.