خاص|| أثر برس أثار تشكل التنين البحري قبل يومين في اللاذقية استغراب الأهالي، كونه ظهر في فصل الصيف على غير العادة، حيث كان له آثار تدميرية كبيرة في ساحة السمك بالمحافظة.
بالمقابل نقلت وكالات عالمية تقارير تتحدث عن بدء ظاهرة “لانينا” والتي ترتبط عادة بانخفاض درجات الحرارة العالمية، والتي قد تؤدي إلى زيادة نشاط الأعاصير في الأطلسي (البحر المتوسط جزء منه)، ما يثير القلق من موسم العواصف الاستوائية النشطة.
وتعليقاً على هذه الظاهرة نفى رئيس الجمعية الفلكية السورية د.محمد العصيري لـ”أثر” أن يكون هناك أي رابط بينها وبين التنين الذي حصل قبل يومين في اللاذقية، على اعتبار أن البحر المتوسط أشبه ببحر مغلق وبالتالي تشكل الأعاصير فيه له شروط مغايرة.
وفيما يخص التنين البحري وظهوره بشكل مفاجئ بالصيف، أرجع العصيري ذلك إلى الاحتباس الحراري الذي تسبب بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها لمثل هذه الفترة من العام، ما تسبب باختلاف الضغوط الجوية، بالإضافة إلى زيادة نسب الرطوبة في الجو.
وقال العصيري إن ظهور التنين قد يتكرر في الصيف إذ عادت شروط حدوثه للتوافر، مشيراً إلى أنه قد يتكرر هذا العام بشكل أكبر من العام الماضي بسبب الظروف ذاتها.
أما فيما يخص ظاهرة “لانينا” فقال العصيري إنه من الطبيعي حدوثها بسبب تراجع ظاهرة النينو، فمثلما ارتفعت درجات الحرارة في المحيطات سوف تعود للانخفاض.
وحول تأثيرات هذه الظاهرة يبين العصيري أنها سوف تؤدي إلى شتاء ماطر، وقد تؤثر على سوريا بشكل غير مباشر عبر تراجع درجات الحرارة لكن بشكل طفيف جداً لا يتجاوز أجزاء من الدرجة.
وكان العصيري أشار سابقاً لـ”أثر” إلى أن التوقعات القادمة لفصل الشتاء تشير لكميات مطرية جيدة، مع صعوبة التنبؤ بدرجات الحرارة فيه سواء من ناحية كونه بارد جداً أو معتدل بسبب الاحتباس الحراري وتأثير التوهجات الشمسية على درجات الحرارة.
يشار إلى أن تأثيرات ظاهرة النينو بدأت منذ العام الماضي وتعني ارتفاع درجة حرارة مياه البحار والمحيطات عند خط الاستواء.
كما سبق وذكر رئيس مركز التنبؤ بالأرصاد الجوية شادي جاويش لـ”أثر” في تقرير نشره خلال شهر أيار من العام 2023، أن الآثار المحلية لظاهرة “اللانينا” عكس الآثار المرتبطة بظاهرة “النينو” والتي تجلب مياه سطحية أكثر برودة من المعتاد في المحيط الهادئ على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، بحيث ترتفع درجات الحرارة عالمياً خلال ظاهرة “النينو”، وتنخفض خلال ظاهرة “اللانينا”.
حسن العبودي