نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد اليوم الثلاثاء جلسة طارئة لبحث الأوضاع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد المجزرة التي ارتكبها كيان الاحتلال في مخيم للنازحين الفلسطينيين.
ولاقت هذه المجزرة إدانات عربية وغربية، إذ وصف رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس، القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين بأنه “مروع” ويثير تساؤلات جدية بخصوص القانون الدولي، وقال: “إيرلندا كانت إحدى دولتين وقّعتا على رسالة تدعو إلى مراجعة اتفاقية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل”، مضيفاً: “لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يخاف من هذه المراجعة”.
وتابع “أنا فخور بأن إيرلندا اعترفت بدولة فلسطين مع النرويج وإسبانيا، ولكن في الوقت الحالي يموت الأطفال وتتعرض مراكز النازحين للقصف، هذه حركة خسيسة”.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “أدين هذا الأمر بأشد العبارات”، مؤكداً أنه “يجب وقف هذه الهجمات فوراً”.
وأكد بوريل وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، وقال: “إن الجميع متفق على أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها”.
وأكدت الخارجية اليابانية أن “أوامر محكمة العدل الدولية بشأن رفح ملزمة قانونياً ويجب تنفيذها”.
بدورها، قالت الخارجية السويدية: “نقف إلى جانب الاتحاد الأوروبي في دعوة إسرائيل إلى الالتزام بقرار محكمة العدل الدولية”.
كما دعا رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في منشور على صفحته في منصة “X”، الكيان الإسرائيلي إلى الامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية، ووقف العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بشكل عاجل.
واكتفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باستهجان “الضربات الإسرائيلية” على مخيم للنازحين برفح، وقال في منصة “X” إنه يشعر “بالغضب”.
وقال رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فكي: “إن الغارات الجوية الإسرائيلية المروعة في مخيم النازحين في رفح دليل على أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات من العقاب”.
ولفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إن بلاده “ستبذل كل ما في وسعها لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسلطات الهمجية والقتلة”.
بدوره، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: “الصور الواردة من المدينة مرعبة ومزعجة تماماً”، موضحاً: “نعاني من إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورأينا أمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، والاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض”.
وكشف لازاريني عن أن 14 جهة مانحة (من أصل 16 أوقفت التمويل) استأنفت مساهماتها للوكالة، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة أعلنت أنها لن تستأنف تبرعاتها قبل آذار المقبل، وبريطانيا أيضاً لم تستأنف تمويلها”، مضيفاً أن “192 من موظفي الوكالة قتلوا في قطاع غزة، وهذا أمر غير مسبوق”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قوله: “لا يوجد مكان آمن في غزة… يجب وضع حد لهذه الفظائع”.
وفي العالم العربي، طالبت الخارجية المصرية مجلس الأمن الدولي بالتدخل لضمان إنهاء “الحرب الإسرائيلية” على قطاع غزة والعمليات بمدينة رفح.
ولفتت الخارجية القطرية إلى أن “القصف الإسرائيلي انتهاك خطر للقوانين الدولية”، مشددة على “ضرورة التزام السلطات الإسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح”.
كما دعت السعودية المجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
بدورها أكدت سلطنة عُمان أن “هذه الأفعال الشنيعة تستوجب تدخلاً دولياً رادعاً بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على إسرائيل”.
وكذلك، استنكرت الكويت العدوان الإسرائيلي على خيام النازحين برفح، وقالت: “إن ذلك يكشف ارتكاب إسرائيل بشكل جلي والعالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخلاً فورياً وحازماً من المجتمع الدولي”.
بالتزامن مع هذه الإدانات الدولية، وصف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتياهو” مجزرة رفح أنها “خطأ كارثيّ”، قائلاً: “مقتل عشرات الفلسطينيين في رفح لم يكن مقصوداً”.
وأكد “نتنياهو” أنه ليس مستعداً لإنهاء الحرب قبل تحقيق كل أهدافها، بينما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية “يائير لبيد”: “إن نتنياهو غير مؤهل ليبقى رئيساً للحكومة وفشل في أداء مهمته”.
ووجه “لبيد” خطابه إلى “نتنياهو” قائلاً: “وزراء حكومتك يسرقون المال العام ويسببون المشكلات ويدمرون مستقبل أبنائنا، وأنت مسؤول عن أكبر إخفاق في تاريخنا، فلماذا ما زلت رئيساً للحكومة؟”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا “القصف الإسرائيلي” الذي طال مخيماً للنازحين في رفح جنوبي القطاع إلى 40 شخصاً على الأقل وإصابة 65 آخرين.