مضى أسبوعان على اغتيال الكيان الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران وسط حالة من الترقّب للرد الإيراني على هذه الحادثة في الشرق الأوسط، إذ تستمر الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال الأسلحة إلى الشرق الأوسط، وتشدد إيران على حقها بالرد على هذه الحادثة استناداً إلى بنود القانون الدولي.
أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن مرور أسبوعين على حادثة اغتيال هنية من دون حدوث الرد الإيراني ترك الشرق الأوسط والكيان الإسرائيلي في حال توتر، ونقلت الصحيفة عن محللين تأكيدهم أن إيران تحاول صياغة رد تتجنب فيه حرباً شاملة، مشيرة إلى أن “إيران يمكنها أن تضرب إسرائيل من اتجاهات عدة وبأشكال مختلفة”.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” الأسبوع الفائت الذي قال فيه: “إن إسرائيل مستعدة للدفاع، فضلاً عن الهجوم”، مشيرة إلى أنه “مع ذلك، يقول المحللون العسكريون إن إيران وحزب الله قد يتمكنان من التغلب على دفاعات إسرائيل بإطلاق عدد كافٍ من الصواريخ في وقت واحد، كما يمكنهم أيضاً إطلاق أسراب من الطائرات من دون طيار التي تحلق في ارتفاع منخفض، وهذا يجعل من الصعب اكتشافها وتدميرها”.
بينما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤول عسكري “إسرائيلي” قوله محادثات مع مسؤولين أمنيين: “إن أحدث تقييم إسرائيلي هو أن إيران تخطط لهجوم مباشر آخر وقد يحدث ذلك في وقت قريب”، مضيفاً “ما زالت المنطقة تحبس أنفاسها”.
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي إيراني قوله: “إن الحكومة قادرة على إدارة الموقف، والبلاد سترد الآن بطريقة ناضجة”.
فيما قدّمت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في مقالة لرئيس تحريرها إبراهيم الأمين، صورة عامّة للمشهد في الشرق الأوسط منذ اغتيال هنية حتى اليوم، إذ لفت الأمين في مقاله إلى أنه “في الأيام القليلة الماضية، قال مراقبون أجانب يعملون في منطقتنا إنهم يلاحظون عسكرة غير مسبوقة في شرق المتوسط، ما يعطي الانطباع بأن المنطقة مقبلة على مواجهة كبيرة جداً، وهو احتمال قائم إذا لم يعمد الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى لجم إسرائيل وإقناعها بأن عليها تقبل ثمن جرائمها في لبنان وإيران، علماً أن الأمريكيين ينشطون بقوة لتحقيق اختراق في المفاوضات، ويأملون أن تتجاوب معهم حماس أولاً، ويطلبون من مصر وقطر إقناعها بتقديم تنازلات إضافية، لمساعدتهم في إقناع نتنياهو وحكومته بصفقة تحقق وقفاً لإطلاق النار، ولو لمرحلة أولى تمتد ستة أسابيع”، مشيراً إلى أن “هناك ماكينات إعلامية متوثّبة للتعامل مع الحدث، بين حدَّي اتهام إيران والمحور بتصعيد الحرب، أو التقليل من أهمية الرد واعتبار إسرائيل الطرف المنتصر”.
وكان أول هجوم إيراني قد استهدف الكيان الإسرائيلي في 13 نيسان 2024 وجاء رداً على غارة “إسرائيلية” استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، إذ تم حينها استهداف الأراضي المحتلة بمئات الصواريخ والمسيرات الإيرانية وحاول الكيان الإسرائيلي بمساعدة الطيران الأمريكي والبريطاني والأردني التصدي لها.