خاص || أثر برس يعاني أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق من سوء واقع المياه مع بدء فصل الصيف، وهي مشكلة متكررة كل عام، مما يدفعهم لشراء المياه من الصهاريج الجوالة، مما يزيد العبء عليهم.
أوضح الشاب ملحم، أحد سكان حي النهضة في جرمانا، لـ”أثر” أن هذه المعاناة ليست جديدة، ومع بداية كل صيف تتكرر مشكلة الحصول على المياه، مضيفاً أن منزله في الطابق الثالث، ومن المفترض أن تصله المياه بشكل يومي، ولكن ما يحدث هو أن طيلة فترة التغذية الكهربائية لا توجد مياه، وعند انقطاع التيار الكهربائي تصل المياه لمن يملك مولدة كهربائية، وإلا يضطر لشراء المياه من الصهاريج التي كثر عددها في المدينة.
تابع ملحم أن أصحاب صهاريج المياه رفعوا الأسعار ليتراوح سعر 5 براميل مياه بين 40 و70 ألف ل.س، ويرجع الاختلاف في الأسعار إلى طلب الأهالي على التعبئة، وسعر البنزين أو المازوت الذي يعمل عليه الصهريج.
كما بيّن العم أبو خليل، أحد سكان حي القوس في جرمانا، لـ”أثر” أنه يعبئ المياه عند انقطاع التيار الكهربائي باعتماده على المولدة الكهربائية لأنه بحسبة بسيطة، تكلفة تشغيل ساعة أو ساعة ونصف لتعبئة خزان المياه أقل من تكلفة شراء المياه من الصهريج.
وأضافت السيدة ماري، إحدى سكان حي الوحدة في جرمانا، لـ”أثر” أنها لا تملك مولدة كهربائية مثل بقية الأهالي لارتفاع سعرها، وبسبب انقطاع المياه لأكثر من 3 أيام متتاليين تضطر لشراء المياه من الباعة الجوالين، وأشارت إلى أنها تتهم وحدة مياه جرمانا بالاتفاق مع بائعي المياه في المدينة، ليتم قطع المياه بشكل مقصود عن الأهالي ليستفيد كل منهم مادياً، لأن الوضع بات غير مقبول.
رد وحدة مياه جرمانا:
من جانبه، أوضح مدير وحدة مياه مدينة جرمانا، طلال بركة، لـ”أثر” أن مضخات المياه تعمل بانتظام، ولكن التيار الكهربائي غير متوفر لدى الأهالي ليتمكنوا من تعبئة المياه. ومن تتوفر لديه طاقة شمسية أو يتبع أساليب فنية صحيحة وفق نظام استثمار مؤسسة المياه، تصله المياه بشكل يومي، وبيّن أن “وفق النظام المذكور سابقاً يجب أن يكون هناك أقبية ضمن الأبنية السكنية وعدادات المياه موجودة ضمنها، لتحافظ على منسوب مياه جيد تمكنها من استجرار المياه أثناء فترة تغذية التيار الكهربائي”.
وتابع بركة أن المدينة تزود بساعة تغذية مقابل 5 ساعات قطع، وخلال الوصل تحدث انقطاعات متكررة تصل إلى 3 مرات، وهذا الوقت والكمية من الكهرباء لا يكفي الأهالي لتعبئة خزاناتهم من المياه، وأضاف أن هناك 62 ألف اشتراك في مؤسسة المياه.
بيّن بركة لـ”أثر” أنه عند وصل التيار الكهربائي يقوم الأهالي في نفس الوقت بتشغيل مضخاتهم، مما يحول دون وصول المياه للجميع. وأشار إلى أن “هذه المضخات تستهلك ساعياً حوالي 12 ألف م3 مياه، بينما الإمكانية الفنية لدى مؤسسة المياه والضخ ساعياً لا يتجاوز 2 ألف م3 مياه، وتخزن المؤسسة في الشبكة بحدود 5-6 ألف م3 مياه، ولهذا السبب بعد أن تصل الكهرباء بـ5 دقائق، تكون المياه المخزنة ضمن الشبكة قد سُحبت من قبل مضخات الأهالي، وحدث انقطاع فيها”.
وأضاف أن مدينة جرمانا تحتاج لساعات كهرباء أكثر أو أن يتم تقسيم أحياء المدينة إلى أقسام، ويحصل الأهالي على الكهرباء بالتناوب، أي ألا تتم تغذيتها دفعة واحدة، وإنما على 3 أقسام، وهذا بدوره يجب أن يتوافق مع المياه، وعندها يتمكن الأهالي من تعبئة المياه. وأوضح أن “الأبنية في المدينة أصبحت مرتفعة جداً وخزانات المياه فوق الطابق 8 كمثال، ويطلب إيصال المياه إلى هذا الارتفاع، وهي مسألة فنية أكبر من إمكانيات مؤسسة المياه”.
الجدير ذكره أن مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي، المهندس عصام الطباع، بيّن لـ”أثر” أن وضع المياه في ريف دمشق يعتبر مقبولاً مع وجود بعض العجز في مناطق متفرقة من الريف، ويتم العمل على معالجتها وفق الإمكانيات المتاحة، وذكر أن العجز الحاصل يعود لأسباب تتعلق بشح المصادر المائية في بعض المناطق، ونقص الطاقة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالهدر في شبكات المياه.
وأكد أن ضخ المياه مرتبط بشكل رئيسي بتوافر حوامل الطاقة، مما يجعل ساعات التقنين أطول نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، لذا تلجأ المؤسسة لتشغيل مصادرها المائية عبر عدة وسائل، أهمها: تأمين خطوط كهربائية معفاة من التقنين لتغذية مشاريع المياه بالتعاون مع شركتي كهرباء دمشق وريف دمشق، مشيراً إلى أن عدد الخطوط المعفاة من التقنين وصل لنحو 73 خط، كذلك يتم تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار بالتعاون مع الجهات المانحة، والتي وصل عددها إلى ما يقارب الـ71 منظومة، بالإضافة إلى توفير عمليات الضخ بواسطة مجموعات التوليد الاحتياطية المنتشرة في مراكز الضخ وفق الإمكانيات المتاحة وضمن الحد الأدنى.
لمى دياب – ريف دمشق