شهدت العلاقات الإيرانية- السورية في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (2021- 2024)، تطوراً لافتاً إذ تم توقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية والخدمية والاقتصادية، إلى جانب تفعيل مسارات دبلوماسية سورية عدة.
وفي 3 أيار 2023 أجرى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، زيارة رسمية إلى سوريا وكانت أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني منذ بدء الحرب في سوريا، ووقع خلال الزيارة على 15 مذكرة تفاهم، في مجالات الاقتصاد والدفاع والتجارة وغيرها.
وضمت المذكرات: “التعاون في المجال الزراعي، وفي مجال السكك الحديدية، والبحث بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية بين البلدين، وفي مجال المناطق الحرة بين البلدين، وفي مجال النفط، ومذكرة تفاهم بين المركز الوطني للزلازل في سوريا والمعهد الدولي للهندسة الزلزالية في إيران، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات، بالإضافة إلى محضر اجتماع للطيران المدني بين سوريا وإيران”.
المجال الدفاعي:
في 22 شباط 2023 نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر إيرانية أن طهران زوّدت موسكو بمئات الصواريخ البالستية من نوع “فاتح11″، مشيرة إلى أن طهران “وفرت حوالي 400 صاروخ تشمل العديد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة (فاتح-110) مثل الصاروخ ذو الفقار”.
وقال مسؤول إيراني لـ”رويترز”: “سيكون هناك المزيد من الشحنات..ما من سبب يدعو لإخفاء الأمر، نستطيع تصدير الأسلحة إلى أي دولة نريد”.
في الأسبوع الأول من نيسان 2023 أكد مساعد الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الإيرانية العميد حمزة قلندري، أن وزارة الدفاع في طهران مستعدة لمساعدة سوريا في تعزيز دفاعها الجوي ضد الهجمات الجوية للكيان الإسرائيلي، وفي هذا الصدد أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأن “صواريخ خرداد 15 ستكون بحوزة الجيش السوري”.
وفي 8 أيار 2023 أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، أن بلاده مستعدة لتزويد سوريا بأحدث الأسلحة الدفاعية، وفي 10 أيار 2023 التقى كل من وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السورية عبد الكريم محمود إبراهيم، في طهران اليوم.
وناقش باقري مع المسؤول السوري إعادة بناء الجيش السوري في فترة ما بعد الحرب، وتشارُك الخبرات بين البلدين، والقضايا المتعلقة بتوفير التدريب على مختلف المستويات. وأشار باقري إلى أن التعاون العسكري بين إيران وسوريا سيتواصل.
على الصعيد السياسي:
برزت حالة التقارب السياسي خلال فترة تولي إبراهيم رئيسي، لمنصب الرئاسة، وشغل حسين أمير عبد اللهيان، لمنصب وزير الخارجية الإيراني، من خلال مواقف عدة، وكان أبرزها في 1 نيسان 2024 عندما تم استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، فبعد ساعات قليلة من الاستهداف، أجرى وزير الخارجية فيصل المقداد، اتصالاً هاتفياً مع عبد اللهيان، من مبنى السفارة الإيرانية في دمشق، شدد خلاله على إدانة سوريا، لهذا الاستهداف، وعن وقوفهم لجانب إيران في هذه المرحلية.
وفي 8 نيسان 2024 افتتح عبد اللهيان، مبنى جديد للقنصلية الإيرانية في دمشق، وذلك بعد لقاء أجراه مع المقداد، والرئيس الأسد.
وبعد بدء أحداث “طوفان الأقصى” أجرى عبد اللهيان، حوالي 3 زيارات إلى العاصمة دمشق التقى خلالها نظيره المقداد، والرئيس بشار الأسد، وذلك بهدف بحث أبرز المستجدات التي تشهدها المنقطة، إلى جانب الزيارة التي أجراها بعد استهداف مبنى القنصلية الإيرانية.
وفي تموز 2021 أعلن عبد اللهيان، أن بلاده تنوي تقريب وجهات النظر بين سوريا وتركيا، وتم حينها إجراء قمة ثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران، تبعتها لقاءات عدة بين وزراء دفاع وخارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، ليشهد هذا المسار فيما بعد حالة من الجمود بسبب تعثّر المفاوضات بين الجانبين السوري والتركي.
على صعيد التجارة والخدمات:
في 8 أيار 2022 وقّع الرئيس بشار الأسد، خلال زيارة أجراها إلى إيران، مرحلة جديدة من “الخط الائتماني الإيراني- السوري” ونقلت حينها وكالة “سانا” الرسمية عن مصادر مواكبة لزيارة الرئيس الأسد، أن المرحلة الجديدة من الخط الائتماني الإيراني- السوري تضمن تزويد سوريا بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى لسد النقص الحاصل في تلك المواد.
وفي 31 تموز 2023 أكد عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك أجراه مع المقداد، في طهران أنه “تم الاتفاق على أن تكون التعاملات التجارية بالعملة الوطنية للبلدين”.
وفي كانون الثاني 2024 أكد السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري، لـ”أثر برس” أن هناك عدد من الشركات الإيرانية الفاعلة في مجال المحطات الكهربائية السورية، موضحاً أنه “خلال الأشهر الستة الماضية افتتحنا مجموعتي كهرباء في حلب، كل منهما بسعة 200 ميغا واط، كما تمت إعادة تأهيل محطة تشرين في اللاذقية، والمفترض أن تدخل الخدمة بسعة 185 ميغا واط”، مبيناً أن بعض هذه المحطات لا تعمل حتى الآن لأنها بحاجة إلى الغاز، الذي يجري العمل على توفيره.
وفي 14 من الشهر ذاته، كشف أمين سر غرفة التجارة السورية- الإيرانية مصان نحاس لـ”أثر برس” عن إنشاء شركة تأمين مشتركة سورية- إيرانية،
وقال نحاس إنه تم الاتفاق على أن يتم دفع قيمة البضائع بين البلدين بالعملة المحلية لكل بلد، بشكل منظم ومراقب من قبل المركزي المشترك السوري الإيراني، الأمر الذي سوف يزيد أيضاً من عمليات التبادل التجاري.
وفي 4 آذار 2024 كشف أمين سر غرفة التجارية السورية- الإيرانية، لـ”أثر برس” أن البنك المركزي الإيراني أصدر الموافقة النهائية على إنشاء بنك مشترك مع سوريا.
وفي 2 أيار 2024، أوضح رئيس الغرفة السورية- الإيرانية المشتركة فهد درويش، أنه تم الاتفاق مع مدير المشفى السرطاني التخصصي الإيراني على خطوات لقبول المرضى السوريين بالأمراض السرطانية المستعصية لمعالجتهم ضمن المشفى.
وقضى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما، جراء حادثة تحطم مروحية كانت تقلّهم في أجواء أذربيجان الشرقية أمس الأحد، وأعلنت اليوم الإثنين عدد من البلدان الحداد على أرواح الرئيس الإيراني ووزير الخارجية.