أثر برس

الأربعاء - 24 أبريل - 2024

Search

بعيداً عن العمليات العسكرية.. هكذا تبسط تركيا سيطرتها على إدلب

by Athr Press Z

شكلت محافظة إدلب في الشمال السوري وجهة أساسية لفصائل المعارضة في الحرب السورية وخصوصاً الجهادية منها لما تتمتع به هذه المحافظة من موقع جغرافي هام أعطاها أهمية استراتيجية وخصوصاً أنها تعتبر إحدى بوابات العبور مع تركيا، بالتزامن مع المستجدات التي تشهدها محافظة إدلب والشمال السوري بشكل عام مؤخراً، حذّر المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان ديمستورا، من اندلاع نزاع جديد في المحافظة المذكورة شمالي سوريا. 

وأضاف ديميستورا “أنه في حال تطورت الأحداث في إدلب، فسيكون الوضع أسوأ بكثير، وسيطال النزاع نحو 2.3 مليون شخص”، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة تفجيرات وعمليات إغتيال وتصفية مستمرة، إذ أشارت وسائل إعلام معارضة إلى أن الجهات المتهمة في هذه الانفجارات هي إما مقاتلي الفصائل المتنازعة أو مسلحي “داعش”.

حيث استقر في محافظة إدلب معظم مقاتلي المعارضة الرافضين للتسوية والذين خرجوا من الغوطة الشرقية بالتنسيق مع الجانب الروسي، وأكد حينها المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان أنهم منذ خروجهم من الغوطة إلى ذلك الوقت حافظوا على تواصلهم مع تركيا، بالإضافة إلى انتقال “جيش الإسلام” إلى مدينة جرابلس في الشمال السوري.

في الوقت ذاته، أعلنت فصائل المعارضة في الشمال السوري في 12 أيار عن تشكيل تحالف جديد يضم فصائل “جيش إدلب الحر، جيش العزة، جيش النصر، الفرقة الساحلية الأولى، فيلق الشام” وأشار موقع “عنب بلدي” المعارض إلى أن تركيا قدمت دعماً عسكرياً ولوجستياً في الأشهر الماضية للفصائل المذكورة، والتي انضوت مؤخراً  بما يسمى غرفة عمليات “دحر الغزاة”، وذلك بالتزامن مع ازدياد عدد نقاط المراقبة التركية في أرياف إدلب واللاذقية وحماة، حيث وصلت يوم أمس إلى 12 نقطة مراقبة بعدما أوكلت لتركيا مهمة مراقبة اتفاق “خفض التوتر” في محافظة إدلب.

كما شهدت الأيام الأخيرة الماضية منع القوات التركية الحافلات الخارجة من ريفي حماة وحمص من الدخول إلى منطقة الشمال السوري “جرابلس تحديداً”، وأجبرتهم على التوجه إلى إدلب.

وفي ظل هذه الأحداث مجتمعة لا يمكن تجاهل إعلان الرئس التركي رجب طيب أردوغان، عن عملية عسكرية شاملة لكل الشمال السوري، مشيراً إلى أنه ينوي دخول إدلب، لافتاً إلى أن هذه العملية ستكون مشابهة لعملية “غصن الزيتون” في عفرين، حيث رفعت القوات التركية على إثرها العلم التركي في المدينة السورية بعد القضاء على عدد كبير من المدنيين وتدمير منشآت المدينة من مشافي ومحطة المياه والمدارس وغيرها، الأمر الذي أثار ردود أفعال المجتمع الدولي خصوصاً بعدما نشرت وكالة “أ.ف.ب” الفرنسية صوراً لمقاتلي المعارضة المدعومة تركياً وللقوات التركية وهي تنهب ممتلكات المدنيين في المحافظة.

ما سبق يشير إلى خطة تركية ممنهجة ترسمها الحكومة التركية وتنفذها قواتها على الأراضي السورية ولا تشبه عملية “غصن الزيتون” التي حصلت في عفرين إلى حد كبير، وذلك نتيجة حسابات أخرى تمنع الجانب التركي من شن عملية عسكرية مباشرة في المحافظة، فاختارت الدخول إليها عبر نشر 12 نقطة مراقبة على حدود المحافظة، وتجميع الفصائل التابعة لها فيها.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً